للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يستعمل عنده اهـ، قاله في النهاية (١). وروي أيضا ولا يكذبه بفتح الياء وإسكان الكاف ومعناه كذا.

قوله -صلى الله عليه وسلم- التقوى ها هنا، قالها ثلاثا ويشير إلى صدره الحديث. [فأصل التقوى الاجتناب والمراد هنا اجتناب المعاصي [وكأن] المتقي يتخذ له وقاية من عذاب الله بترك المخالفة والتقوى أيضا عند أهل الحقيقة الاحتراز بطاعة الله تعالى عن عقوبته، وقيل هي اجتناب ما سوى الله تعالى وجاء في التفسير في قوله تعالى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (٢) هو أن يطاع ولا يعصى ويذكر ولا ينسى ويشكر ولا يكفر، [كذا] (٣) رواه ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل {حَقَّ تُقَاتِهِ} هو أن لا [تأخذه] في الله لومة لائم و [يقوم] بالقسط ولو على نفسه أو أبيه أو ابنه. وقيل لا يتقى الله حق تقاته حتى يخزن لسانه، اهـ. قاله الأصبهاني شارح الأربعين الودعانية] (٤). والتقوى مصدر اتقى تقاة وتقوى والتاء فيه بدل من الواو لأنه من الوقاية والمتقي هو الذي يجعل بينه وبين ما يخافه من المكروه وقاية تقيه منه ولذلك يقال اتقى الطعنة بدرقته وترسه. وقال -صلى الله عليه وسلم- اتقوا النار ولو بشق تمرة، وعلى هذا فالمتقي هو الذي يخاف الله تعالى ويجعل بينه وبين عذابه وقاية من طاعته [و] حاجزا عن مخالفته فإذن أصل التقوى الخوف والخوف إنما ينشأ عن المعرفة بجلال الله وعظمته وعظيم سلطانه وعقابه والخوف والمعرفة [محلها]


(١) النهاية في غريب الأثر (٢/ ٣٩٤).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٤) حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (والقلب محله الصدر، ولذلك أشار -رضي الله عنه- إلى صدره وقال: التقوى ها هنا).