للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَحْصَاهَا} (١)، قال الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك على [حالة] الاستهزاء، وهذا تصريح بأن ذلك من الكبائر.

وقال الغزالي (٢) في قول ابن عباس إشارة إلى أن الضحك على الناس من الجرائم والذنوب، واعلم أن معنى السخرية [للاستخفاف] والاستهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يُضحَك منه وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول وقد يكون بالإشارة والإيماء وقد يكون بالضحك كأن يضحك على كلامه إذا تخبط فيه أو غلط أو على صنعته أو قبح في صورته ونحو ذلك. وقال بعض أئمة التفسير في قوله [تعالى]: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ} (٣)، الآية. من لقّب أخاه وسخِر به فهو فاسق، حكاه القرطبي (٤).

٤٤٩١ - وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم طف الصاع لم تملؤوه ليس لأحد فضل على أحد إلا بالدين، أو عمل صالح" رواه أحمد (٥) والبيهقي (٦) كلاهما من رواية ابن لهيعة، ولفظ البيهقي قال: "ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين، أو عمل صالح. حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا".


(١) سورة الكهف، الآية: ٤٩.
(٢) إحياء علوم الدين (٣/ ١٣١).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١١.
(٤) تفسير القرطبي (١٦/ ٣٢٨).
(٥) مسند أحمد (١٧٣١٣) (١٧٤٤٦). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٨٤) رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة وفيه لين، وبقية رجاله وثقوا.
(٦) البيهقي في الشعب (٦٢٥٠).