للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي رواية الترمذي وغيره تسمية الشعبة بابا والمراد بالباب الموصل إلى الإيمان فكل هذه الشعب أبواب لذلك [فمعنى] وله بضع وسبعون شعبة بضع وسبعون خصلة الإيمان في اللغة التصديق، وفي الشرع تصديق القلب واللسان وظواهر السنة مطلقة على الأعمال كما وقع ها هنا أرفعها، وفي رواية أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، ونبه -صلى الله عليه وسلم- على أن أفضلها التوحيد المتعين على كل أحد والذي [لا] (١) يصح شيء من الشعب إلا بعد صحته وأدناها ما يتوقع ضرره بالمسلمين من إماطة الأذى عن الطريق وبقي بين هذين الطرفين أعداد لو تكلف تحصيلها بغلبة الظن وشدة التتبع [لأمكنه]، وقد فعل ذلك بعض من تقدم.

قال الإمام الحافظ أبو حاتم بن حبان (٢) تتبعت معنى الحديث مدة وعددت الطاعات فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئا كثيرا فرجعت إلى السنن فإذا هي تنقص [عن] البعض والسبعين فرجعت إلى كتاب الله فقرأته بالتدبر وعددت كل طاعة عدها الله تعالى من الإيمان فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فضممت الكتاب إلى السنة وأسقطت المعاد فإذا هي سبع وسبعون شعبة لا تزيد عليها ولا تنقص فعلمت أن مراد النبي -صلى الله عليه وسلم-[أنّ هذا العدد] في الكتاب والسنة. وذكر أبو حاتم جميع ذلك في كتاب وصف الإيمان وشعبه. قوله الحياء. والحياء ممدود من الاستحياء.


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) طبقات الفقهاء الشافعية (١/ ١١٨)، وشرح النووي على صحيح مسلم (٢/ ٤).