للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صالح ولقد أحسنت جوارنا أو [ضيافتنا] ونحو ذلك لأنه مما يسر السامع ويجمع القلوب ويؤلفها. واعلم أنه ليس مراد الحديث حصر أفعال الصدقة فيما ذكر فيه إنما هي مثال لذلك ويجمعها ما قلنا من أفعال العبادة أو نفع خلق الله عز وجل حتى أن رجلا رآى فرخا قد وقع من عشه فرده إليه فغفر له وآخر رآى كلبا يأكل الثرى من العطش فسقاه فغفر له وكذلك امرأة بغي رأت كلبا عطشا فنزعت له بخفها ماء فسقته فغفر لها، وعكس ذلك أن امرأة دخلت النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض. وقد ورد في كل كبد حرّا أجر، وقد ورد الخلق عيال الله فأحبّ الناس إلى الله تعالى أشفقهم على عياله. وإذا تصدق كل واحد من الناس عن أعضائه بنفع خلق الله تعالى حصل من ذلك مقصود قوله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من جمع القلوب وائتلافها وإقامة كلمة حق بواسطة ذلك فإذن يكون نفع ذلك خاصا بالمسلم المتصدق وعاما للإسلام والمسلمين وهذا مقصود الشرع وهذا الحديث يرجع إلى قوله عز وجل {وَاعْبُدُوا اللَّهَ} (١)، {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٢)، وإلى قوله -عليه السلام- المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا، المؤمن [كثير] (٣) بأخيه المؤمن، انصر أخاك ظالما أو مظلوما يعني إعانة المظلوم بنصرته وإعانة الظالم بكفه عن ظلمه، مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد الحديث ونحوه والله أعلم بالصواب. قاله الطوفي


(١) سورة النساء، الآية: ٣٦.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٢.
(٣) هكذا هذه العبارة في الأصل، وفي النسخة الهندية: (كبير).