للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بإحراقه نمرود وقيل رجل من الأكراد من أعراب فارس أي من باديتها، فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها ليوم القيامة. رُوي أنه لما أجمع رأيهم على تحريقه حبسه نمرود وأمر ببناء شبه الحظيرة له كوى وجمعوا شهرا أصناف الحطب الصلب حتى [كانت] المرأة لتغزل فتشتري [بمغزلها] حطبا وإن الرجل [ليمرض] فيقول إن عُوفيت لأجمعنّ حطبا لإبراهيم فاجتمع مما تبرع به الناس ومما [أجلب] للملك من الجبال والقرى حتى بلغوا من ذلك ما أرادوا فلما أرادوا أن يلقوا إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- لم يدروا كيف يلقونه فجاءهم إبليس فدلهم على المنجنيق وهي أول منجنيق صنعت، فأخرجوه -صلى الله عليه وسلم- وشدّوه رباطا ووضع في كفه المنجنيق ورمي به فوقع في النار.

قال الواحدي: فبلغنا أن السماوات والأرض والجبال والملائكة قالوا: ربنا عبدك إبراهيم يحرق فيك. فقيل لهم: إن استغاث بكم فأغيثوه، فقال إبراهيم: حسبنا الله ونعم الوكيل. فنادى جبريل النار: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)} فلم تحرق منه سوى [وثاقه]. [وقال] (١) له جبريل حين رمي به هل لك حاجة؟ قال: أما إليك فلا. قال: فسل ربك. قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي. وروي أن جبريل -عليه السلام- ضرب النار وقال: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)} (٢) فلم تبق يومئذ نار إلا طفئت ظنت أنها عنيت، والمعنى كوني ذات برد وسلامة، قاله في الديباجة. وذكر ابن


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) سورة الأنبياء، الآيتان: ٦٨ - ٦٩.