للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ليأتوا إليه. وقيل: إنما يفعل ذلك منها رؤساؤها، ومن طبعه أنه يحتكر في زمن [الصيف] لزمن الشتاء، ويقال أن حياته ليست من قبل ما يأكله ولا قوامه وذلك أنه ليس له جوف ينفذ فيه الطعام ولكنه مقطوع نصفين وإنما موته إذا قطع الحب في استنثاق ريحه فقط [و] (١) ذلك يكفيه. وعن سفيان بن عيينة أنه قال ليس شيء يخبأ قوته إلا الإنسان والنمل والفأر، وبه جزم في الإحياء في كتاب التوكل. وعن بعضهم أن البلبل يحتكر وله في الاحتكار من الحيل ما أنه إذا احتكر ما يخاف إنباته قسمه نصفين ما خلا [الكسفرة] (٢) فإنه يقسمها أربعا لما ألهم أن كل نصف منها ينبت، وإذا خاف العفن على الحب أخرجه إلى ظاهر الأرض ونشره. وأكثر ما يفعل ذلك ليلا في القمر. ومن أسباب هلاكه نبات أجنحته فإذا صار النمل كذلك أخصبت العصافير لأنها تصيدها كما في حال طيرانها. ومن عجائبه اتخاذ القرية تحت الأرض وفيها منازل ودهاليز وغرف وطبقات معلقات يملؤها حبوبا وذخائر للشتاء، وفيه ما يسمى [الذر] وهو من النمل بمنزلة الزنابير من النحل ومنه ما يسمى نمل الأسد سمي بذلك لأنه مقدمه يشبه وجه الأسد ومؤخره يشبه النمل، انتهى.

فائدة أخرى: قال [الخلال]، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبو عبد الله الكواز حدثتني حبيبة


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) هكذا هذه العبارة في النسخة الهندية، وفي الأصل: (الكسبرة).