للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مولاة الأحنف أنها رأت الأحنف بن قيس رحمه الله ورآها تقتل نملة ثم قال لا تقتليها ثم دعا بكرسي فجلس عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني أحرج عليكن ألا خرجتن من داري فإني أكره أن تقتلن في داري. قال فخرجن فما رئي [منهن] بعد ذلك اليوم واحدة (١). قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل (٢) رأيت أبي فعل ذلك حرّج على النمل، وأكبر علمي أنه جلس على كرسي كان يجلس عليه لوضوء الصلاة، ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نمل كبار سود فلم أرهن بعد ذلك، اهـ. ذكره في حياة الحيوان (٣). قوله: "وأما النحلة فلما فيها من المنفعة"، اهـ.

قاله المنذري. وهو العسل والشمع وكفى النحل شرفا قول الله عز وجل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} (٤) الآية، وقرأ يحيى بن وثاب: {وأوحى ربك إلى النحَل} بفتح الحاء، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليها وأثنى عليها فعلمت مساقط الأنواء من وراء البيداء، قال [في] عجائب المخلوقات: يقال ليوم عيد الفطر يوم الرحمة إذ فيه أوحى ربك إلى النحل صنعة العسل فبيّن سبحانه وتعالى أن في النحل أعظم اعتبار وهو حيوان [فهيم].

قال الزجاج: سميت نحلا لأن الله تعالى نحل الناس العسل الذي يخرج


(١) مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله (١٦٢٠)، بغية الطلب في تاريخ حلب (٣/ ١٣٠٦).
(٢) مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله (١٦٢١)، بغية الطلب في تاريخ حلب (٣/ ١٣٠٦).
(٣) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ٥٠٢) انظر: الآداب الشرعية (٣/ ٣٥٣).
(٤) سورة النحل، الآية: ٦٨.