للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مخافة الله تعالى فأثابهن الله بها برد الماء وجعل نعيقهن التسبيح.

وفي كتاب الزهد (١) لأبي عبيد الله القرطبي أن داود -عليه السلام- قال لأسبحنّ الله الليلة تسبيحا ما سبَّحَه به أحد من خلقه فنادته ضفدع من ساقية في داره يا داود تفخر على تعالى بتسبيحك وإنّ لي سبعين سنّة ما جفّ لي لسان من ذكر الله سبحانه وإن لي لعشر ليال ما طعمت خضرا ولا شربت اشتغالا بكلمتين، فقال: ما هما؟ قالت: يا مسبَّحا بكل لسان ومذكورا بكل مكان. فقال داود في نفسه وما عسى أن أقول أبلغ من هذا؟ ذكره في حياة الحيوان (٢).

[قاعدة:] الذي لا يؤكل من الدواب والطيور منها ما يستحب قتله كالحية والعقرب والفأرة والكلب العقور والخنزير والغراب والحدأة والذئب والأسد والنمر والدب والنسر والبرغوث والزنبور والبق والقراد. ومنها ما يكره قتله كالخنافس والجعلان والسرطان والرخمة والعقاب والدود والذباب وبنات وردان.

وعدّ القاضي أبو الطيب من هذا القسم الوزغة، وينبغي أن يعد مما ندب قتله، ففي الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتلها، وصح أنه [-صلى الله عليه وسلم-] نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد فلا يجوز قتلها، والمراد النمل الكبير السليماني أما الصغير فيجوز قتله بل يستحب كما تقدم ذلك. وأما الكلب غير العقور فإن


(١) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ١١٨).
(٢) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ١١٨).