ولذلك ينسب أولاد البنات إلى بني هاشم والمطلب ومنع استحقاق الزكاة كما ينسب [إليهم] مواليهم فلا يعطوا منها، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- موالي القوم منهم، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: بني أخت القوم من أنفسهم، اهـ.
فائدة: وفي هذا الحديث دليل على أن في الآخرة للناس ألوية فمنها ألوية خزي وفضيحة يعرف بها أهلها، ومنها ألوية حمد وثناء وتشريف وتكريم.
قال -صلى الله عليه وسلم- لواء الحمد بيدي، وروي: لواء الكرم بيدي، وروى الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة (١) قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار، فعلى هذا من كان إماما ورأسا في أمر [ما] معروفا به فله لواء يعرف به خيرا كان أو شرا وقد يجوز أن يكون للصالحين والأولياء ألوية
(١) أحمد (٧١٢٧)، وأخرجه البزار (٧٩١٢)، وابن حبان في المجروحين (٣/ ١٥٠)، وابن عدي في الكامل (١/ ٣٣١) (٥/ ١٣٥)، (٩/ ٢٠٦)، وأبو يعلى (المطالب العالية ٢٦٠٤)، وبحشل في تاريخ واسط (ص ١٢٢)، والخطيب في شرف أصحاب الحديث (٢٢٤)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ١٣٨)، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وقال ابن عدي في الكامل (١/ ٣٣١): وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل. وقال في (٥/ ١٣٥): وهذا منكر بهذا الإسناد، ولا يرويه غير أبي الجهم هذا، ولا يروي عن أبي الجهم غير هشيم، ولا أعرف لأبي الجهم، عن الزهري وغيره غير هذا الحديث وقد روي هذا الحديث عن عبد الرزاق بن عمر الدمشقي، عن الزهري كما رواه أبو الجهم. وقال ابن عدي (٩/ ٢٠٦): وأبو الجهم هذا إنما يعرف بهذا الحديث، على أن هذا الحديث قد روي عن أبي الجهم، عن الزهري، رواه عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني، عن الزهري بهذا الإسناد، كما رواه أبو الجهم، وأبو الجهم لم يرو عنه غير هشيم، ولا يعرف إلا بهذا الحديث. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١١٩) رواه أحمد والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٢٥٠) والسلسلة الضعيفة (٢٩٣٠).