للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وفي رواية ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه أن يكون الله ورسوله أحب إليها مما سواهما وأن يحب في الله ويبغض في الله"، مقتضى هذا الحديث أن من لم يؤثر رضا الله تعالى ورسوله على رضا الخلق أجمعين ولم يحب في الله ويبغض في الله لا يجد حلاوة الإيمان ولا طعمه، فمن رآى ولده أو أخاه على معصية أوجب الله عليه أن ينهاهما وينكر عليهما بقدر استطاعته فمن ترك الإنكار وأقدم على سخط الله سبحانه بترك ما أوجب عليه وأرضاهما بسكوته عنهما كيف يجد طعم الإيمان؟ والمقصود من هذه الأحاديث أن تعلم أن الحب في الله والبغض في الله [ما] (١) لا يكمل إيمان المرء إلا به، بل هو أوثق عرى الإسلام وأحد دعائم الإيمان وأن المداهنة ليست من الدين في شيء بل المداهن يهلك نفسه ويهلك من داهنه والله أعلم.

[قوله: "وعمود الإسلام والعروة الوثقى"، قلت: يريد بالإسلام جميع ما يتعلق بالدين وبالعمود الأركان الخمسة أو كلمة الشهادة وحدها؛] فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله [ويكره ما يكرهه الله ورسوله وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض فمن عمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك بأن ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله] (٢) أو ترك [بغض] ما يحبه الله ورسوله مع وجوبه


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.