وقال عيسى بن دينار: معناه كفه من المكاره فيكرامه وجعله في كنفه وستره ومنه وقولهم السلطان ظل الله في الأرض. وقيل: ويحتمل أن الظل هنا عبارة عن الراحة والنعيم. يقال هو عيش ظليل أي طيب.
تنبيه: فأما المحبة فلها معان كثيرة، وكثيرا ما [يشتق] لفظها من فعل [الحبة]، واختلف [فيها] أهل اللغة فقال قوم الحب الإناء الذي يجعل فيه الماء كالخابية وشبهها واشتقت منه المحبة لأنه إذا امتلأ بالماء لم يسع فيه غيره، وكذلك القلب إذا امتلأ بالمحبة لم يسع فيه غير محبوبه، وقيل اشتق اسم المحبة من [قولهم] أحب البعير إذا برك، فلم يقدر على القيام لأن المحب لا يبرح بقلبه عن ذكر المحبوب بعد أن وقع في المحبة ولا يقدر على الانفكاك وقيل من [الحبَّةِ] وهو بذر النبات لأن البذور لباب النبات والحب لباب الحياة، وقيل مشتق من الحب بكسر الحاء وهو القرط سمي به إما [لملازمته] ملازمة القرط للأذن فلا يزال سمعه [معمورا] بمناجاته وما يرد عليه من أسرار أحاديث في سره كما يقال الزم من طوقه وأما لاضطراب القلب بالحب كاضطرابه وخفقانه، وقيل اشتق من الحباب بفتح الحاء وهو ما يعلو الماء عند المطر وعند الغليان لأن القلب يغلي ويهتاج ويطفوا عليه مثل الحباب شوقا إلى من يحبه، اهـ. [وأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحب ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان ويستحسنه لحسن الصورة والصوت والطعام ونحوها وقد يستلذه بعقله للمعاني الباطنة [كمحبة] الصالحين والعلماء وأهل الفضل مطلقا وقد يكون لإحسانه إليه ودفعه