للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٦٧ - وعن أبي هريرة أيضا -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. رواه البخاري (١) ومسلم (٢) وغيرهما (٣).

قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" أضاف الظل إلى الله تعالى إضافة تشريف وكل ظل فهو لله تعالى وملكه، وأما الظل الحقيقي فهو منزه عنه لأنه من خواص الأجسام أي ظل عرشه والمراد من يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين ودنت منهم الشمس واشتد عليهم حرها وأخذهم العرق ولا ظل هناك لشيء إلا للعرش، وقيل المقصود من الظل هنا الكرامة والكنف من المكاره في ذلك الموقف. يقال فلان في ظل فلان أي في كنَفِه وحمايته.

قوله: "الإمام العادل" أي الواضع كل شيء في موضعه وإنما قدمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن العبادة على قسمين عبادة بفعل نفعه متعدد وعبادة بفعل نفعه قاصر على الفاعل لا غير ولا شك أن العبادة بالفعل الذي نفعه متعد أفضل من العبادة


(١) صحيح البخاري (٦٦٠، ١٤٢٣، ٦٤٧٩، ٦٨٠٦).
(٢) صحيح مسلم (٩١) (١٠٣١).
(٣) سنن الترمذي (٢٣٩١)، وقال: هذا حديث حسن صحيح،، وأخرجه النسائي (٨/ ٢٢٢).