للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أسباب الحياة، فالعبد ينال بالتوبة درجة المحبوبية فيصير محبوبا لله تعالى فإن الله يحب التوابين ويحب المفتن التواب.

ومنها أن عبودية التوبة فيها من الذل والانكسار والخضوع أوالتمسكن، والتذلل ما هو أحب إليه من كثير من الأعمال الظاهرة والله تعالى أقرب ما يكون إلى عبده عند ذلّه وانكساره كما في الأثر الإسرائيلي يا رب أين أجدك؟ قال عند المنكسرة قلوبهم من أجلي (١).

ومنها أن الذنب قد يكون أنفع للعبد إذا اقترنت به التوبة من كتير من الطاعات، والله أعلم. ذكره القرطبي (٢). قوله: "ورجل قلبه معلق بالمساجد" تقدم الكلام عليه.

قوله: "ورجلان تحابا في الله تعالى" الحديث، أي لا في عرض دنياوي وكلمة في تجيء للسببية أي على حب الله يعني كان سبب اجتماعهما حب الله تعالى واستمرا عليه حتى تفرقا من مجلسهما.

قوله: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال" الحديث، أي إلى الزنا بها، وذات منصب أي ذات الحسب والنسب الشريف وخصها بالذكر لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها لا سيما وهي طالبة لذلك قد أغنت عن مراودة ونحوها، فالصبر عنها لخوف الله تعالى من أكمل المراتب وأعظم الطاعات.


(١) أخرجه أحمد في الزهد (ص ٩٥)، وقال في المقاصد الحسنة (ص: ١٦٩/ ١٨٨): جرى ذكره في البداية للغزالي.
(٢) لعله ابن القيم، انظر: مدارج السالكين (١/ ٢٩٩).