للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم.

قوله: "يخطفها الجني" أي يسلبها ويسرقها، يعني يصعد الجني إلى السماء ويسمع من الملائكة أن في السنة الفلانية قحط أو مطر أو زلزلة وما أشبه ذلك، ويجيء إلى أوليائه من كهنة الإنس ويقول لهم تلك الكلمة ويخبر الكهنة الناس فيعتقدون صدق جميع ما أخبر فيترددون إليه ويسألونه من الوقائع فيخبرهم بجميع ما سألوه فيكون أكثره كذبا لأنه قاله من تلقاء نفسه. واعلم أن الجن كان يصعدون إلى السماء ويسمعون قول الملائكة بعضهم مع بعض ولا يمنعهم أحد قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد ولادته أيضًا كانوا يصعدون إلى السماء لاستراق السمع فيرجمون بكواكب أمثال النار فيحرقون (١). وجمع الكاهن كهنة وكهان. قاله في النهاية (٢).

تنبيه: قال العُلماء إنما نهى عن إتيان الكهان لأنهم يتكلمون في مغيبات قد [صادف] بعضها الإصابة فيخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك ولأنهم يلبسون على الناس كثيرًا من أمر الشرائع وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن إتيان الكهان وتصديقهم فيما يقولون وتحريم ما يعطون من


(١) في النسخة الهندية، حصل بعد هذا الموضع إعادة نفس شرح الحديث قبله: من قوله: (وعن عمران ... ) إلى قوله: (ومعرفة من تتهم به المرأة ونحو ذلك)، فلعله سهو من الناسخ.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٢١٥).