للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة: فالحكمة في ذكر الأربعين، قال صاحب ما العلم المشهور: فأقول أن الأربعين فيها تتبين المجاهدة في العمل لرب العالمين ودليله من القرآن المبين قول أصدق القائلين {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} (١) الآية، وقد صح بنص القرآن أن المواعدة كانت أربعين ليلة كاملة في قوله عز من قائل: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} (٢) على ما في سورة البقرة وهي مدنية، فلما خص الله عز وعلا الأربعين بالذكر دل على أن لها مزية اختصاص في المجاهدة التي هي علامة صدق الإخلاص كذلك هاهنا في قول الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- لم [يقبل الله صلاته] أربعين ليلة نظر إلى هذه الفائدة في اختصاص الأربعين بالذكر وهذا معنى لم أعلم من تكلم فيه قبلي وهذا بحول الله لا بحولي وكنت أجنح بالحديث [المروي] في هذا المعنى وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- (٣): من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه وهو حديث باطل من جميع طرقه والله أعلم.


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٤٢.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٥١.
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٨٩)، وابن الجوزي في الموضوعات (٣/ ١٤٥)، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: ١٧٤٧): أخرجه ابن عدي ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٣٦٩)، والضعيفة (٣٨).
انظر: المقاصد الحسنة (ص: ٦٢٠/ ١٠٥٤)، وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٥٤٨٥)، والحسين بن منصور، في زاياداته على الزهد لابن المبارك (١٥١٤)، وهناد، في الزهد (٦٧٨) من طريق أبي معاوية، عن حجاج، عن مكحول قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أخلص لله العبادة أربعين يومًا، ظهرت ينابغ الحكمة من قلبه على لسانه".