للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذي ثبت في الصحيح (١) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أصدق كلمة قالها الشاعر:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

وكان لبيد من المعمّرين عاش مائة وأربعا وخمسين سنة وقيل مائة وسبعا وخمسين سنة. وقال ابن السمعاني مات في أول خلافة معاوية وله مائة وأربعون سنة، قالوا: ولم يقل شعرا بعد إسلامه، [و] كان يقول أبدلني الله تعالى به القرآن. وقيل: قال بيتا واحدا وهو:

ما عاتب المرءَ الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح

وكان شريفًا في الجاهلية والإسلام وكان نذر أن لا تهبّ الصبا إلا نحر وأطعم، ثم نزل الكوفة وكان المغيرة بن شعبة يقول: إذا هبت الصبا أعينوا أبا عقيل على مروءته. وقال عُمر بن الخطاب يومًا للبيد: أنشدني شيئًا من شعرك، فقال: ما كنت لأقول شعرا بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران، فزاد عمر في عطائه خمسمائة، فلما كان في أيام معاوية قال له يا لبيد كلّ الناس لهم ألفان [ولك] ألفان وخمسمائة هذان العِدلان فما هذه العلاوة. قال: سأموت [يا أمير المؤمنين] ويرجع لك العدلان والعلاوة، فمات لبيد بعد ذلك بيسير. قوله في الحديث: "أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد [ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل" الحديث، وفي لفظ: "أصدق كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد هذه"] المراد بالكلمة هاهنا القطعة من الكلام، والمراد بالباطل الفاني المضمحل المتغير الذي هو بصدد أن يهلك ويتلف، وهذا نحو قوله تعالى:


(١) صحيح البخاري (٣٨٤١)، ومسلم (٣) (٢٢٥٦).