من التابعين، منهم الحسن البصرى، وأبو العالية، ومطرف، ويزيد ابنا عبد اللّه، وآخرون. وتوفى بالبصرة سنة ستين، وقيل: سنة تسع وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمى لوصيته بذلك (١).
قوله -صلى الله عليه وسلم- لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم الحديث. وفي حديث آخر الكلب الأسود شيطان، وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عليكم بالبهيم [ذي النقطتين فإنه شيطان. ومعنى البهيم] الخالص السواد وأما النقطتان فهما نقطتان معروفتان فوق عينيه وهذا مشاهد معروف فحمله بعض العلماء على ظاهره وقال الشيطان يتصور بصورة الكلاب السّود ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اقتلوا منها كل أسود بهيم. قال النووي أجمع العلماء على قتل الكلب [الكَلِب] والكلب العقور، اهـ.
وإن لم يكن عقورا لم يجز قتله سواء كان فيه منفعة من المنافع المذكورة أو لم يكن قال الإمام أبو المعالي -إمام الحرمين- والأمر بقتل الكلاب منسوخ، قال وقد صح أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الكلاب مرة ثم صح أنه نهى عن قتلها. قال واستقر الشرع عليه على التفصيل الذي ذكرناه، قال وأمر بقتل الأسود البهيم وكان هذا في الابتداء وهو الآن منسوخ، هذا كلام إمام الحرمين ولا مزيد على تحقيقه، واللّه أعلم.