للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع" الحديث، وفي الحديث أيضًا عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سلوا اللّه علما نافعا وتعوذوا باللّه من علم لا ينفع" (١) ذكره أبو عمر.

قال الغزالي في الإحياء (٢): ولا ينكر كون العلم ضارا لبعض الناس كما يضر لحم الطير وأنواع الحلاوة اللطيفة بالطفل الرضيع، بل رب شخص ينفعه الجهل في بعض الأمور، فقد حكي أن بعض الناس شكى إلى طبيب عقم زوجته وأنها لا تلد، فجس الطبيب نبضها، وقال: لا حاجة بك إلى دواء الولادة فإنك ستموتين بعد أربعين يومًا، وقد دل النبض على ذلك، فاستشعرت المرأة خوفًا عظيمًا وتنغص عليها عيشها وأخرجت أموالها وأوصت وبقيت لا تأكل ولا تشرب حتى انقضت المدة فلم تمت فجاء زوجها إلى الطبيب فقال: لم تمت، فقال الطبيب: قد علمت ذلك فجامعها الآن فإنها تلد، فقال: كيف ذاك، قال: رأيتها سمينة وقد انعقد الشحم على فرجها وعلمت أنها لا تهزل إلا بخوف الموت فخوفتها بذلك حتى هزلت وزال المانع من الولادة، قال: فلهذا تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من علم لا ينفع، فاعتبر بهذه الحكاية، ولا تكن باحثًا عن علوم ذمها الشرع وزجر عنها، انتهى، قاله في الديباجة.


(١) أخرجه ابن ماجة (٣٨٤٣)، وأبو يعلى (١٩٢٧) و (١٩٨٠) و (٢١٩٦). وحسنه الألباني في الصحيحة (١٥١١).
(٢) إحياء علوم الدين (١/ ٣٠ - ٣١).