للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "ومن قلب لا يخشع" الخشوع: الخضوع.

قوله: "ومن نفس لا تشبع" استعاذة من الحرص والطمع والشره، وتعلق النفس بالآمال البعيدة، ويحتمل وجهين، أحدهما: أنها لا تقنع بما آتاها اللّه تعالى ولا يفتر عن الجمع لشدة ما فيها من الحرص الإنساني أن يراد به كثرة الأكل (١).

قوله: "ومن دعاء لا يستجاب" أي: لا يستجاب ولا يعتد به فكأنه غير مسموع، وقال الخطابي (٢): الدعاء الذي لا يسمع معناه: لا يجاب، ومن هذا قول المصلي: سمع اللّه لمن حمده، يريد استجاب اللّه دعاء من حمده، قال الشاعر:

دَعَوْتُ اللّهَ حَتى خِفْتُ أَنْ لا ... يَكْونَ اللّهُ يَسْمَعُ مَا أَقُولُ

وقال القرطبي (٣): العلم الذي لا ينفع هو الذي لا يعمل به كما قال عليه الصلاة والسلام: "العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه وأتعب صاحبه نفسه في جمعه ثم لم يصل إلى نفعه" (٤) انتهى، وفي رواية البيهقي: "اللهم إني أعوذ بك من شر هذه الأربع"، وروى عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول:


(١) الميسر (٢/ ٥٧٨).
(٢) معالم السنن (١/ ٢٩٦).
(٣) المفهم (٢٢/ ١٠٠).
(٤) أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال (٢/ ٥٠)، وابن خير في فهرسته (ص ٩) من طريق الطبراني قال: حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجي ويقال الكشي قال حدّثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة. قال الذهبى: هذا يتهم به زيد، وقال: رفاعة الهاشمي، هو زيد بن عَبد اللّه بن مسعود الأديب، كذاب أشر، ركب أسانيد لأربعين حديثًا فسرقها منه ابن ودعان وادعاها.