للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسط رأسه وقيل كل موضع يحص أن يكون مكان وسط كلمة بين فهو بالسكون على وزن بين وكل موضع لا يصلح فيه بين فهو بالفتح يقال لكل ما كان متفرق الأجزاء غير متصل كالناس والدواب وغيرهما فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح، وقيل كل منهما يقع موقع الآخر، وكأنه الأشبه. وهذا الحديث [يتأول] فيمن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس، فلعن للأذى لأنه إذا جلس في وسطها استدبر بعضهم بظهره فحال بين الوجوه وحجب بعضهم عن بعض فيؤذيهم بذلك فيسبونه ويلعنونه ويذمونه ومنه الحديث لا حمى إلا في ثلاث، وذكر منها حلقة القوم أي لهم أن يحموها حتى لا يتخطاهم أحد ولا يجلس في وسطها، ذكره في النهاية (١).

قال الحافظ أبو عبد اللّه الذهبي في تهذيب السنن (٢)، يحتمل أن يكون قد عرف منه نفاقا وأنه إنما فعل ذلك قصدا إلى ترك الحشمة وقلة المبالاة بأهل الحلقة وهذا تأويل لا يقوم عليه دليل، وقد عدّ ابن قيم الجوزية الجلوس في] وسط الحلقة] من الكبائر، وذكر أن إسناد حذيفة حسن واللّه أعلم.

قوله في رواية الترمذي عن أبي مجلز أن رجلا قعد وسط الحلقة الحديث. أبو مجلز بكسر الميم وإسكان الجيم وفتح اللام السدوسي لاحق بن حميد مشهور باسمه وكنيته روى له الجماعة [ليس له في رواة


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢٢٠).
(٢) انظر: سنن البيهقي الكبرى (٣/ ٢٣٤) الآداب للبيهقي (١/ ٣٢٦).