للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فحذّرهم رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- عنه فلما أبَوْا أمرهم بما ذكر فقال أعطوا الطريق حقه أي واجبه قالوا وما حق الطريق؟ قال غض البصر الحديث. وغض البصر كفّه عن النظر إلى المحرم وكل شيء كففته فقد غضضته فهذا الحديث كثير الفوائد وهو من الأحاديث الجامعة وأحكامه ظاهرة وينبغي أن يجتنب الجلوس في الطرقات لهذا الحديث ويدخل في كف الأذى اجتناب الغيبة وسوء الظن، واحتقار بعض المارين وتضييق الطريق، وكذا إن كان القاعدون ممن يهابهم المارّون أو يخافون منهم ويمتنعون من المرور في أشغالهم بسبب ذلك [لكونهم] لا يجدون طريقا إذا ذلك الموضع. والمقصود من الحديث أنه يكره الجلوس على الطرقات للحديث ونحوه. وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى علة النهي من التعرض للفتن والإثم بمرور النساء وغيرهن وقد يمتد نظر إليهن أو ذكر فيهن أو سوء ظن فيهن أو في غيرهن من المارين. ومن [آذى] الناس باحتقار من يمر أو عيبِه أو غيرهما أو إهمال رد السلام في بعض الأوقات أو إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من الأسباب التي لو خلا في بيته سلم منها، ويدخل في الأذى أن يضيق الطريق على المارين أو تمتنع النساء ونحوهن من الخروج في أشغالهن بسبب قعود القاعدين في الطريق أو يجلس بقرب دار إنسان يتأذى بذلك أو حيثما يكشف من أحوال الناس شيئا يكرهونه، واللّه أعلم.