للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى سعيد بن المسيب (١) عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الشيطان يهمّ بالواحد وبالاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم قال [الفقيه] هذا نهي -عبارة غير واضحة- وليس [بنهي تحريم لأن] الواحد ربما يستقبله العدو فلو كانوا جماعة فإنهم يتعاهدون فأما إذا كان يأمن على نفسه فلا يأمن لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث دحية الكلبي إلى قيصر ملك الروم وحده ويقال الاجتماع قوة والافتراق هلكة.

وذكر في قول اللّه تعالى في قصة موسى -عليه السلام- حكاية عن السحرة {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} (٢)، فأمرهم [-صلى الله عليه وسلم- بالاجتماع] وقال بعض أهل التفسير اتفقوا فتغلبوا ولا تختلفوا فتخيبوا، ويقال رأي الواحد كالسلك السحيل ورأي الاثنين كخيطين مبرمين ورأي الثلاثة حبال لا تنقطع، اهـ قاله أبو الليث السمرقندي.


(١) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٩٧٨/ ٣٦)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى ٥/ ٢٥٧، وابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ٨)، والاستذكار (٨/ ٥٢٩)، وقال في التمهيد: لم يختلف الرواة للموطأ في إرسال هذا الحديث وقد رواه ابن أبي الزناد مسندا عن أبي هريرة وهذا أخرجه البزار (٧٨٣٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ٨).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢١٥) رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف، وقد وثق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٤٨٢)، وفي السلسلة الضعيفة (٣٧٦٧). وانظر: الدارقطني في العلل (١٧١٤)، والمقاصد الحسنة (ص: ٢٨٣).
(٢) سورة طه، الآية: ٦٤.