للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تنبيه: قال الطبري (١): نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن سفر الرجل وحده والاثنين نهي أدب وإرشاد لما يخشى على فاعل ذلك من الوحشة بالوحدة، وذلك نظير نهيه عن الأكل من وسط الطعام وعن الشراب من فيّ الشقاء والنهي عن المبيت [على السطح غير المحجر، وكل ذلك تأديب لأمته -صلى الله عليه وسلم-، وتعريفا لهم منه ما فيه خطرهم وصلاحهم لا شريعة ودين خير جرت بتضييعه وترك العمل به، فالعامل يحتاط لنفسه من مكروه يلحقه إن ضيعه، وذلك أن السائر في البلاد وحده، والنائم في بيت وحده إذا كان ذا قلب ضعيف وفكر رديء لم يؤمن أن يكون ذلك سببا لفساد عقله، والنائم على سطح غير محجور عليه غير مأمون الخوار ما خفي استكانه من النوام القاتلة في السقاء، فيهلك أيضا، وكذلك المسافر مع آخر قد يخشى من غائلته ولا يأمن مكره، فإذا كانوا ثلاثة أمن ذلك في الأغلب، وهذا وما أشبهه من تأديبه عليه الصلاة والسلام لأمته. وأما من كان الغالب عليه الشجاعة والقوة ولم يكن إن شاء اللّه تعالى حرجا ولا آثما في سفره، ومن كان الغالب عليه الهلع وفي نفسه الخور خشيت عليه من سفره وحده الإثم والحرج، انتهى. واللّه تعالى أعلم. قوله: " ... ".

٤٦٩٩ - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلا قدم من سفر، فقال له رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: من صحبت؟ قال: ما صحبت أحدا، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: الراكب شيطان (٥)، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب (٦). رواه


(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٥/ ٥٥).