للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في رواية لهما: "ويقرؤون كتاب اللّه ولا يعملون به" وذكر أبو عمر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن في جهنم أرجاء تدور بعلماء السوء فيشرف عليهم بعض من كان يعرفهم فيقول: ما صيركم إلى هذا، وإنما كنا نتعلم منكم، قالوا: إنا كنا نأمركم بالأمر ونخالفكم إلى غيره (١)، وروى عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إن الذين يأمرون الناس بالصبر وينسون أنفسهم يجرون قصبهم في نار جهنم فيقال لهم: من أين أنتم؟ فيقولون: نحن الذين كنا نأمر الناس بالخير وننسى أنفسنا" (٢)، القصب: بضم القاف الأمعاء، وجمعه: أقصاب وهي المصارين (٣)، وقد وصف كعب الأخبار علماء السوء فقال: يكون في آخر الزمان علماء يزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون ويخوفون ولا يخافون وينهون عن غشيان الولاة ويأتون، يؤثرون الدنيا على الآخرة، يقربون الأغنياء دون الفقراء يتغايرون على العلم كما يتغاير النساء على الرجال، يغضب أحدهم على جليسه إذا جالس غيره أولئك الجبارون أعداء الرحمن؛ وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: سيأتي على الناس زمان ملح فيه عذوبة القلوب فلا ينتفع يومئذ بالعلم عالمه ولا متعلمه فتكون قلوب علمائهم مثل الصباح ذوات الملح ينزل عليها قطر السماء فلا يوجد لها عذوبة، وذلك إذا مالت قلوبهم إلى حب الدنيا وإيثارها على الآخرة فعند


(١) التذكرة (ص ٨٧٧). والخبر أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (١١٧٧).
(٢) أخرجه ابن بهلول في أماليه (١١).
(٣) النهاية (٤/ ٦٧ و ٣٤٤).