للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيل: إنما كرهه لأنه يدلّ على أصحابه بصوته، وكان عليه الصلاة والسلام يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة. ففيه كراهة استصحاب الكلب والجرس في الأسفار وأن الملائكة لا تصحب رفقة فيها أحدهما، والمراد بالملائكة ملائكة الرحمة والاستغفار لا الحفظة والموكولون بقبض الأرواح وتقدم ذلك. وقيل سبب منافرة الملائكة له أنه شبيه بالنواقيس [أو] لأنه من المعاليق المنهي عنها.

وقِيل: سبب كراهة صوتها ويؤيده في رواية مزامير الشيطان، وهذا الذي ذكرناه من كراهة الجرس على الإطلاق وهو مذهبنا ومذهب مالك وآخرين، وهي كراهة تنزيه. وقال جماعة من متقدمي علماء الشام: ويكره الجرس الكبير دون الصغير واللّه أعلم. وقوله لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر.

قال ابن الصلاح في الفتاوى (١): جلد النمر نجس كلّه قبل الدباغ سواء كان مذكى أم لا فيمتنع استعماله امتناع استعمال النجس العين، ومعنى هذا أنه يحرم استعماله قطعا فيما يجب فيه مجانبة النجاسة من صلاة وغيرها، وهل يحرم على الإطلاق؟ فيه وجهان وأما بعد دباغه فثفس الجلد طاهر والشعر الذي عليه نجس ولأجل أنه غالب ما يستعمل منه ورد الحديث بالنهي عنه مطلقا، وفي حديث آخر، وفي حديث آخر (٢) لا تركبوا النمور وفي حديث


(١) فتاوى ابن الصلاح (٢/ ٤٧٣).
(٢) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ٤٩٦).