قوله -صلى الله عليه وسلم- إذا سافرتم في الخصب الحديث. والخصب بكسر الخاء المعجمة [هو] كثرة العشب والمرعى. يقال أخصبت الأرض وأخصب القوم ومكان مخصب وخصيب وهو ضد الجذب قوله فأعطوا الإبل حظها من الأرض أي من نبات الأرض أي ارفقوا بها في السير [لترعي] في حال سيرها [ما يمسك قواها ويرد شهوتها].
قوله وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها، ونقيها بكسر النون وسكون القاف بعدها ياء مثناة تحت أي مخها ومعنى أسرعوا حتى تصلوا مقصدكم قبل أن يذهب مخها من ضنك السير والتعب. قال الحافظ وقيل معناه بادروا بها علفها لتقوى على السير، ومن الناس من يصحف فيقول: نقبها، بالباء المنقوطة بواحدة ويرى أن الضمير راجع إلى الأرض ويفسر النقب بالطريق وليس ذلك بشيء، كذا في الميسر.
وإنما أمر بالإسراع بها في الجدب لتقرب مدّة سفرها فتبقى قوتها الأولى فإنه إن رفق بها طال سفرها فهزلت وضعفت إذ لا تجد مرعى تتقوى به وإلى هذا أشار عليه الصلاة والسلام بقوله بادروا بها نقيها.
وبوّب عليه النووي في شرح مسلم (١) باب مراعاة مصلحة الدواب والنهي عن التعريس في الطريق.
(١) صحيح مسلم (٣/ ١٥٢٥) ٥٤ - باب مراعاة مصلحة الدواب في السير، والنهي عن التعريس في الطريق. انظر: شرح النووي على مسلم (١٣/ ٦٨).