تنبيه: هذا الحديث قال الحافظ رواه النسائي والطبراني والحاكم عن أبي المليح عن أبيه، اهـ. ورواه أبو داود أيضًا عن أبي المليح عن رجل، قال كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فعثرت دابته الحديث. وكلا الروايتين صحيحة، فإن الرجل المجهول في رواية أبي داود صحابي والصحابة كلهم عدول لا تضر الجهالة بأعيانهم. وقال الذهبي الرجل المبهم أبو عزة، واللّه أعلم.
قوله كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فعثر بعيرنا فقلت تعس الشيطان الحديث. وفي هذا الحديث إباحة ركوب نفسين على دابة وهذا مما لا خلاف في جوازه إذا أطاقت الدابة ذلك.
وقد ورد النهي عن ركوب ثلاثة على دابة في حديث مرسل، فإن صح حمل على ركوب ثلاثة رجال فإن الثلاثة يشق عليها حملهم بخلاف رجل وصغيرين وفيه أيضًا إباحة الارتداف وذلك من التواضع وأن الجليل من الرجال جميل به الارتداف وقد فعلته الملوك والأشراف، والأنفة منه تكبر وتجبر وقد رأينا أن بعض الملوك المتكبرين أحوجه اللّه تعالى إلى الرفادة على من كان احتقره من ضعفاء المسلمين وتقدم ذلك.
قوله فقلت تعس الشيطان الحديث، هو بكسر العين وفتحها والفتح أشهر ولم يذكر الجوهري غيره قيل معناه هلك وقيل سقط وقيل عثر وقيل لزمه الشر وهو دعاء عليه بالهلاك ومنه الحديث تعس عبد الدينار والدرهم.
قوله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب يعني الشيطان إذا ذل وامحق