للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والطبراني (١)، ولفظه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه، ويشتت عليه ضيعته، ولا يؤتيه منها إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكفيه ضيعته، وتأتيه الدنيا، وهي راغمة. رواه في حديث بإسناد لا بأس به، ورواه ابن حبان في صحيحه (٢) بنحوه، وتقدم لفظه في العلم.

[قوله: شتت عليه ضيعته] بفتح الضاد المعجمة، وإسكان المثناة تحت: معناه فرق عليه حاله وصناعته ومعاشه، وما هو مهتم به، وشعبه عليه ليكثر كده، ويعظم تعبه.

قوله: "وعن زيد بن ثابت" تقدم. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه" الحديث، فمن كان فقره بين عينيه لم يزل خائفا من الفقر لا يستغني قلبه بشيء ولا يشبع من الدنيا، فإن الغنا غنا القلب، والفقر فقر النفس. وفي حديث خرجه الطبراني مرفوعا الغنا في القلب والفقر في القلب ومن كان الغنا في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له منها إونما يضر نفسه. وعن عيسى عليه


= هريرة رواه الترمذي في الجامع وابن ماجه. (مصباح الزجاجة ٢/ ٣٢١). وقال الحافظ العراقي. إسناد جيد (تخريج الأحياء ٦/ ٢٣٨٧ وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في (الأوسط) ثم قال: ورجاله وثقوا (مجمع الزوائد ١٠/ ٢٤٧). وصححه الألباني في (صحيح ابن ماجه ٢/ ٣٩٣)، وفي السلسلة الصحيحة (٩٥٠)، وصحيح الترغيب والترهيب (٣١٦٨).
(١) الطبراني في معجمه الكبير (٥/ ١٥٨/ ٤٨٩٠، ٤٨٩١، (٥/ ١٧٢/ ٤٩٢٥).
(٢) ابن حبان (٦٧).