للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أياما صعابا شديدة] على المؤمنين الصبر فيها أفضل، فمن صبر في تلك الأيام عن القبائح والمعاصي واشتغل بعبادة الله تعالى [استحق] بمشقة الصبر ما يستحق القابض جمرة من النار بمشقته في إمساكها من الثواب، اهـ.

[الصبر] فيهن: [مثل القبض على الجمر الحديث، الصابر فيهن] يعني على العبادة [و] مخالفة ما الناس عليه والقيام بالعبادات كأنما قبض على الجمر [والجمر هو الحطب المحترق قبل أن يخمد تارة، يعني كما أن أخذ النار بالكف الشديد، فكذلك الصبر مع أهل ذلك للزمان] للمشقة الحاصلة بسبب ذلك والله أعلم. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله"، وزاد أبو دواد: قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلًا منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم. الحديث. ولهذا جعل له إذا تمسك بدينه أجر خمسين من الصحابة، وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس والتمسك بالسنة بين ظلم هؤلاء المخالفين وأهوائهم وآرائهم، فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله تعالى بصيرة في دينه وفقها في سنة رسوله وفهما في كتابه، وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم [عن] الصراط المستقيم فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وازدرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم كما كان الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه فهناك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل فهو غريب في دينه لفساد أديانهم، غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدعة، غريب في صلاته لسوء ضلالتهم. وبالجملة فهو غريب