للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة" الحديث. يقال أخف الرجل فهو مُخِف وخفّ وخفيف إذا خفت حاله ودابته وإذا كان قليل الثقل يريد به المخف من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها ومنه الحديث الآخر: نجا المخفّون، ومنه حديث ابن مسعود أنه كان خفيف ذات اليد، أي فقيرا قليل المال والحظّ من الدنيا، ويجمع الخفيف على أخفاف، اهـ، قاله في النهاية (١).

٤٨٠٦ - وروي عن أنس - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وهو آخذ بيد أبي ذر، فقال: يا أبا ذر: أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يصعدها إلا المخفون. قال رجل: يا رسول الله أمن المخفين أنا أم من المثقلين؟ قال: عندك طعام يوم؟ قال: نعم، وطعام غد. قال: وطعام بعد غد؟ قال: لا. قال: لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين. رواه الطبراني (٢).

قوله: "وروي عن أنس"، تقدم. قوله: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وهو آخذ بيد أبي ذر"، وفي الحديث ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر، الحديث. الخضراء: السماء، والغبراء: الأرض. توفي - رضي الله عنه - بالربذة وهي بلدة معروفة على ثلاث مراحل من المدينة قريبة من ذات عرق، وتقدمت ترجمته - رضي الله عنه -. وتقدم الكلام على حديثه في الحديثين قبله.


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٥٤).
(٢) الطبراني في الأوسط (٤٨٠٩)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٦٣) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه جنادة بن مروان قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (١٨٤٧)، والضعيفة (٦٦٩٢): ضعيف جدًا.