للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: نعم، على شريطة أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا أنقصت. وقال ابن المبارك (١): الزهد هو الثقة بالله تعالى مع حب الفقر، وقال عبد الواحد بن زيد (٢) ترك الدينار والدرهم.

وقال أبو سليمان الداراني: ترك ما يشغل عن الله تعالى. وقال يحيى بن معاذ لا يبلغ أحد حقيقة الزهد حتى تكون فيه ثلاث خصال: عملا بلا علاقة وقول بلا طمع وعز بلا رياسة. وقال الإمام أحمد بن حنبل (٣): الزهد على ثلاثة أوجه: ترك الحرام وهو زهد العوام، والثاني ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص، والثالث ترك ما يشغل عن الله تعالى وهو زهد العارفين، والذي أجمع عليه العارفون أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة ومتعلقه أشياء لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد فيها وهي المال والصورة والرياسة والناس والنفس وكل ما دون الله تعالى وليس المراد رفضها من الملك فقد كان سليمان وداود عليهما [الصلاة والسلام] من أزهد [أهل زمانهما، ولهما من المال والنساء والملك ما لهما، وكان نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم أزهد] البشر على الإطلاق وله تسع نسوة وكان عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير من الزهد [بمكان] مع ما لهم من الأموال، وكان الحسن بن علي من


(١) الإمتاع والمؤانسة (١/ ٢٩٥).
(٢) انظر: الزهد الكبير (١/ ٧٩).
(٣) الرسالة القشيرية (١/ ١٥٥)، والآداب الشرعية (٢/ ٢٣١).