للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزهاد مع أنه كان من أكثر الأمة محبة للنساء ونكاحا لهن وأغناهم، وكان عبد الله بن المبارك من أئمة الزهاد مع [ما له من] مال كثير، وكذلك الإمام الليث بن سعد وسفيان من أئمة الزهاد وكان له رأس مال يقول لولا هو لتمندل بنا هؤلاء. ومن أحسن ما قيل في الزهد قول الحسن (١) أو غيره ليس الزهد في الدنيا تحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك وأن تكون في المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك [فيما] لو لم تصبك فهذا من أجمع كلام في الزهد وأحسنه، وقد روي مرفوعا وقال ابن الجلاء الزهد [هو] النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها.

وقال إبراهيم بن [آدم] (٢) الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض وزهد فضلة وزهد سلامة، فالزهد الفرض الزهد في الحرام والزهد الفضل الزهد في الحلال والزهد السلامة الزهد في الشبهات. وقد اختلف الناس هل يستحق اسم الزهد من زهد في الحرام خاصّة ولم يزهد في فضول المباحات أم لا على قولين: أحدهما [أنه] يستحق اسم الزهد بذلك وهو قول الزهري وابن عيينة وغيرهما.


(١) يروى عن يونس بن ميسرة الجبلاني انظر: الزهد (١/ ١٠٨)، الزهد وصفة الزاهدين (١/ ٢٠)، مدارج السالكين (٢/ ١٣).
(٢) ابن أبي الدنيا في الزهد (ص ١٢٦)، والمجالسة وجواهر العلم (٩٠٥)، والزهد وصفة الزاهدين (١٢)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٨ ص ٢٦).