للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والثاني: لا يستحق اسم الزهد بدون الزهد في فضول المباح وهو قول طائفة من العارفين وغيرهم. وقال أبو سليمان الداراني: اختلفوا علينا في الزهد بالعراق، فذكروا فيه اختلافا كثيرا، قال: وأنا أذهب إلى [أن] (١) الزهد في ترك ما شغلك عن الله عز وجل وهذا الذي قاله أبو سليمان حسن وهو يجمع جميع معاني الزهد وأقسامه وأنواعه، قاله ابن رجب (٢). قال القاضي أبو الوليد بن رشد وغيره: الزهد راحة القلب والبدن وفي الدنيا والآخرة، فالزهاد هم الملوك في الحقيقة وهم العقلاء لإيثارهم الباقي على الفاني. وقد قال الإمام الشافعي وأصحابه (٣): لو أوصى لأعقل الناس صرف إلى الزهاد فكم بين من شغله الله وبين من شغلته الدنيا، شتّان ما بين الشغلين.

[تشاغل قوم بدنياهم] وقوم تخلوا لمولاهم

فألزمهم باب مرضاته وعن سائر الخلق أغناهم. (٤)

وقال سفيان بن عيينة (٥): الزهد ثلاثة أحرف زاي وهاء ودال فالزاي ترك الزينة والهاء ترك الهوى والدال ترك الدنيا بجملتها.

والزهد في اللغة خلاف الرغبة، يقال زهد في الشيء وعن الشيء زهدا


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ١٨٦).
(٣) انظر: روضة الطالبين (٦/ ١٦٩)، وكفاية الأخيار (١/ ٣٤٤).
(٤) انظر: فيض القدير (٤/ ٢٨٢).
(٥) البيهقي في الزهد الكبير (٦٠) أبا بكر الخراش يقول سئل أبو بكر الوراق عن الزهد فقال الزهد ثلاثة أحرف أما الزاي فترك الزينة وأما الهاء فترك الهوى وأما الدال فترك الدنيا.