بنقل حركتها إلى الساكن قبلها وهو الحاء فاجتمع ساكنان فحرك الآخر لالتقاء الساكنين بالفتح تخفيفا. ثم قال: ولا بد من ذكر حقيقة المحبة هنا بالنسبة إلى الله تعالى، فنقول: قال أبو عبد الله المازري: الباري سبحانه وتعالى لا يوصف بالصفة المعهودة [فينا] لأنه مقدس عن أن يميل أو يمال بالصفات المعهودة في غيره وإنما محبته سبحانه وتعالى للخلق إرادته لثوابهم وتنعمهم ومعنى محبة المخلوقين له إرادتهم أن ينعمهم ويحسن إليهم ويدفع المضارّ عنهم كما قال عليه الصلاة والسلام جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها ولا [إحسان] في الحقيقة إلا الله تعالى خالق المحسنين وإحسانهم فهو الحقيق بالمحبة دون من سواه ومن محبته محبة من أحبه من نبي وملك وولي وغير ذلك ومن ذلك محبته أيضًا وامتثال أمره واجتناب نهيه واتباع سنة [رسوله]- صلى الله عليه وسلم - ولا [تصح] حقيقة المحبة إلا بذلك ولقد أحسن من قال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبّك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن أحب مطيع
ولذلك قال سهل بن عبد الله التستري: المحبة ملازمة الطاعة ومباينة المخالفة، وقال أبو علي الرودباري المحبة الموافقة وقال يحيى بن معاذ ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وازهد فيما في أيدي الناس" الحديث، سبب ذلك والله أعلم أن القلوب مجبولة مطبوعة على حب الدنيا غالبا ومن نازع إنسانا في محبوبه