للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في اللغة الموحّدة يقال: عتبت عليه عتبًا وعتابًا ومعتبةً بفتح الميم والتاء، وقد تكسر، وعاتبته معاتبة وعتبا أيضًا إذا واخذته بما في نفسك من الموجدة التي كانت عن جنايته ومن أجله، وأعتبته عتابًا وعتبى بالضم مقصورًا إذا أرضيت من موجدته عليك، ومنه: قوله لعله يستعتب أي يعترف ويلوم نفسه ويعتبها، قاله عياض، وقد تكون بمعنى السخط والغضب لكن في غير حديث موسى على نبينا وعليه السَّلام (١)، انتهى، قاله في العلم المشهور (٢).

قوله: "فَأوحى اللّه إِلَيْهِ إن عبدا من عبَادي بمجمع البحرين هو أعلم منك" بكسر إن لأن الإيحاء فيه معنى القول، ومجمع البحرين قيل: هما بحرا فارس والروم فبحر فارس مما يلي المشرق، قاله قتادة، وبحر الروم مما يلي المغرب، وقيل: هما بحر الكر والرس بديار أرمينية، وقيل: هما بحرا الأردن وبحر القلزم، وقيل: مجمع البحرين طنجة آخر ساحل المغرب الآتي من أفريقية ومن جميع الجهات ليس بعدها سوى البحر، وقيل: الزقاق وركوبه لا يستطاع ولا تطاق أمواجه كأنها الجبال وقعره لا يدرك ولا ينال، وقيل: إن اجتماع موسى - عَلِيْهِ السَّلَام - بالخضر - عَلِيْهِ السَّلَام - تحت جبل يعرف بجبل الخلفا بموضع يعرف الآن بماء الحياة على مقربة من مدينة سبتة (٣).


(١) انظر إكمال المعلم (٧/ ٣٦٦)، ومطالع الأنوار (٤/ ٣٧١).
(٢) العلم المشهور (لوحة ٤٦).
(٣) انظر تفسير القرطبي (١١/ ٩)، وحياة الحيوان (١/ ٣٨١)، وعمدة القارى (٢/ ٥٩)، والعلم المشهور (لوحة ٤١ و ٤٢).