للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ذو النسبين ابن دحية الكلبي مصنف العلم المشهور: وقد وقفت عليه ومشيت على ذلك الساحل والناس يحفرون في الرمل فيستخرجون ماء حلوا عذبًا فراتا، والعجيب أن موج البحر الملح يضرب عليه، ومن ذلك الموضع يجازى الزقاق إلى جزيرة الأندلس (١)، انتهى، وقيل: البحران موسى والخضر كانا بحرين في العلم (٢).

قوله: "قال: يا رب، كيف به؟ " أي: وكيف الاجتماع به؟

قوله: "فقيل: احمل حوتا" الحوت السمكة وكانت سمكة مالحة كما صرح به في بعض الروايات.

تنبيه: وجمع الحوت أحوات وحوتة وحيتان، قال اللّه تعالى: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} (٣) وهذا يمكنه أن يقع من الحوت بإرسال من اللّه كإرسال السحاب أو بوحي والهام كالوحي إلى النحل أو بإشعار في ذلك اليوم نحو ما يشعر اللّه الدواب يوم الجمعة بأمر الساعة حسبما يقتضيه قول رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة فرقًا من قيام الساعة" الحديث ويحتمل أن يكون ذلك من الحوت شعورًا بالسلامة في ذلك اليوم على نحو شعور حمام الحرم بالسلامة، قال أصحاب القصص: كان الحوت يقرب ويكثر حتى يمكن


(١) العلم المشهور (لوحة ٤١ و ٤٢).
(٢) انظر تفسير القرطبي (١١/ ٩).
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٦٣.