للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تخوفت، فذكرت، فقال: وهل سمعت له؟ قلت: نعم. فقال: ذاك جبريل - عليه السلام - أتاني فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق. قال: وإن زنى وإن سرق" رواه البخاري في الرقائق (١) ومسلم في الزكاة (٢) عن أبي ذر.

قوله في [الحديث]: فلم أتقارَّ أن قمت، أي [لم] ألبث؛ الحديث. أي لم يمكني القرار والثبات. وأصله: أتقارَرُ فأدغمت الراء في الراء. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قال هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا" الحديث. فيه الحث على الصدقة في وجوه الخير وأنه لا يقتصر على نوع من وجوه البر بل ينفق [في كل وجه من وجوه الخير يمكنه، وأما إشارته - صلى الله عليه وسلم - إلي قدام ووراء والجانبين فمعناها ما ذكرناه أنه ينبغي أن ينفق] متى حضر أمر مهم. وقال بعض العلماء إنما خص الجهات الأربع ولم يذكر فوقه وتحته موافقة لقوله تعالى حكاية عن إبليس {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم - في رواية ابن ماجه "إلا من قال هكذا وهكذا وكسبه من طيب" المراد بالطيب الحلال.

فائدة تتعلق بالتوكل: فإنه تقدم الكلام على بعض معناه. قال الله تعالى:


(١) صحيح البخاري (١٢٣٧).
(٢) صحيح مسلم (١٥٣) (٩٤).
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٧.