للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو مصروف كنوح، وإنما قيل فتاه: لأنه كان يخدمه ويتبعه، وقيل: كان يأخذ العلم منه، انتهى، قاله الكرماني (١).

قوله: "فانطلقا يمشيان على ساحل البحر" أي: يطلبان السفينة.

قوله: "فمرت بهما سفينة" فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول هو بفتح النون أي بغير جعل ولا أجر، والنول والنوال بالواو العطاء، والمنال والمنالة الجعل، والنيل بالياء النوال، قاله عياض (٢)، والفعل منه نلته ونولته: بمعنى أعطيته، وفي رواية: "فحملوهما بغير أجر"، والخضر بفتح الخاء وكسر الضاد وهو الذي ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضبطه، وقيل: في ضبطه غير ذلك، وإنما سمى الخضر خضرًا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا تهتز من خلفه خضراء.

والفروة بالفاء والراء المهملة، قال ابن الأثير (٣): هي الأرض اليابسة التي لا نبات فيها، وقيل: قطعة من حشيش يابس، قاله الحربي، وقال عبد الرزاق: هي الأرض اليابسة يعني الهشيم (٤).

وقوله: فإذا هي تهتز من تحته خضراء، يقال: اهتزت الأرض إذا أنبتت، واهتز النبات إذا طال وهزته الريح، قاله الخليل بن أحمد، وقال غيره:


(١) الكواكب الدرارى (٢/ ٤٦ - ٤٧).
(٢) مشارق الأنوار (٢/ ٣٢).
(٣) النهاية (٣/ ٤٤١).
(٤) مشارق الأنوار (٢/ ١٥٤).