للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله في الحديث: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل بعض حيطان الأنصار" الحديث، الحيطان جمع حائط وهو البستان إذا كان عليه سياج دائر، والأنصار هم الذين نصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين هاجر إلى المدينة رضي الله عنهم أجمعين. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر" الحديث، وكسرى بكسر الكاف وفتحها اسم لمن ملك الفرس والنسب إليه كسروى وكسرواني وأرضه العراق وكل من ملك الفرس لقب بكسرى وكل من ملك الروم لقب بقيصر وكل من ملك الحبشة لقب بالنجاشي والنجاشي بخفة الجيم وأما الياء فقد جاء تخفيفها وتشديدها، وكل من ملك مصر لقب بالعزيز وكل من ملك القبط لقب بفرعون وكل من ملك حمير لقب بتُبَّع وكل من ملك الترك لقب بخاقان. اهـ.

قوله: "وقيصر"، قيصر غير منصرف للعجمة، [وهو] لقب على كل من ملك الروم كما تقدم، وكان اسمه هرقل كما دل عليه الحديث، وأرضه الشام، اهـ. واسم قيصر مشتق في لغتهم من القطع لأن أحشاء أمه قطعت حتى أخرج منها، وذلك أنها ماتت حين اشتدّ بها الطلق قبل أن تلد فبقي الولد يضطرب في جوفها، فشقّوا جوفها وأخرجوه، وكان شجاعا جبارا مقداما في الحروب. قاله ذو النسبين في كتابه العلم المشهور وهو كتاب نفيس.

فائدة: كسرى المذكور في الحديث هو جد الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -، وهو الذي أرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسوله بكتابه فأخذ الكتاب ومزَّقه فبلغ ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال مزق الله ملكه فلم يأت على ملكه شهر حتى أهلكه الله،