للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويحبه الله ورسوله، قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي -صلى الله عليه وسلم- فبصق في عينه فبرئ وأعطاه الراية. قال: فبرز مرحب وأنشد أبياتا معروفة في مواضعها، فبرز له علي -رضي الله عنه- وهو يقول: أنا الذي سمتني أم حيدرة. الشعر [المشهور]. قال السهيلي (١): ذكر قاسم بن ثابت في تسميته حيدرة ثلاثة أقوال: الأول أنه اسمه في الكتب القديمة أسد والأسد هو حيدرة.

والثاني: أن أمه فاطمة بنت أسد حين ولدته كان أبوه غائبا فسمته باسم أبيها أسد فقدم أبوه فسماه عليا. والثالث أنه كان يلقب في صغره بحيدرة لأن الحيدرة الممتلئ لحما العظيم البطن وقيل لغلظ رقبته وكذلك كان علي -رضي الله عنه-، وكان مرحب رآى في المنام كأن أسدا افترسه فأراد علي أن يذكره بأنه هو الأسد الذي يقتله فكاشفه بذلك فلما سمعه أرعد [بتذكره] المنام فضرب علي مرحبا ففلق رأسه فقتله، وكان الفتح على يده، وبهذا الفعل استدل على جواز المبارزة في الحرب بشرط أن لا يتضرر المسلمون بقتل المبارزة فإن طلب المبارزة كافر استحب الخروج إليه وأحوال علي -رضي الله عنه- من الشجاعة مشهور.

وأما علمه رضي الله تعالى عنه فكان من العلوم بالمحل الأعلي، وتقدم الكلام على بعض مناقبه في أماكن متفرقة من هذا التعليق والله أعلم.


(١) حياة الحيوان الكبرى (١/ ٣٨٥).