كما في حق الكافر يفرش له لوحان من نار وقد حمله بعض علمائنا على المجاز، والمراد خفة السؤال على المؤمن وسهولته عليه وأمنه فيه وطيب عيشه ووصفه بأنه جنة تشبيها بالجنة، والنعيم بالرياض، يقال فلان في الجنة إذا كان في رغد من العيش وسلامة فالمؤمن يكون في قبره في روح وراحة وطيب عيش وقد رفع الله عن عينيه الحجاب حتى يرى مدّ بصره كما في الخبر، وأراد بحفرة النار ضغطة القبر وشدة المسائلة والخوف والأهوال التي تكون فيها على الكفرة وبعض أهل الكبائر، والأول أصح لأن الله سبحانه وتعالى يقص الحق ولا استحالة تلزم من ذلك اهـ، والله أعلم.
٥٠٥٣ - وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة، فجلس إلى قبر منها فقال: ما يأتي على هذا القبر يوم إلا وهو ينادي بصوت ذلق طلق: يا ابن آدم نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار. رواه الطبراني في الأوسط (١).
قوله: وروي عن أبي هريرة، تقدم الكلام على ترجمته. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادي بصوت ذلق طلق يا ابن آدم نسيتني"
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٨٦١٣)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٤٦): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن أيوب بن سويد، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (١٩٤٥): موضوع.