للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٠٦٥ - وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رواه البخاري (١) والترمذي (٢) ولفظه: قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببعض جسدي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك في أصحاب القبور، وقال لي: يا ابن عمر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدا ورواه البيهقي (٣) وغيره نحو الترمذي.

قوله: "وعن عبد الله بن عمر" يعني ابن الخطاب، تقدمت ترجمته. قوله: "أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي" المنكب بفتح الميم وكسر الكاف مجمع العضد والكتف. قال ابن الفاكهاني [وروايتي] في الحديث، منكبيّ على التثنية، وفيه مسّ المعلم أعضاء المتعلم عند التعليم، والموعوظ عند الوعظ، وهذا عندي كقول ابن مسعود علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد كفي بين كفيه وذلك للتأنيس والتنبيه والتذكير إذ محال في العادة أن ينسى عبد الله من عمر


(١) صحيح البخاري (٦٤١٦).
(٢) سنن الترمذي (٢٣٣٣).
(٣) السنن الكبرى (٣/ ٥١٦)، وفي شعب الإيمان (٩٧٦٣ - ٩٧٦٤ - ٩٧٦٥ - ٩٧٦٦ - ١٠٠٥٩)، وفي الآداب (٨٠٨)، وفي الزهد الكبير (٤٦٥).