للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" الحديث، رجع هاهنا تستعمل استعمال صار معنى وعملًا، أي: لا تصيروا بعدي كفارًا (١).

وقال المظهري في شرح المصابيح (٢): يعني إذا فارقت الدنيا فأثبتوا بعدي على ما أنتم عليه من الإيمان والتقوى ولا تحاربوا المسلمين ولا تأخذوا أموالهم بالباطل، وقال محيي السنة (٣): لا تكن أفعالكم شبيهة بأعمال الكفار في ضرب رقاب المسلمين، وقال القاضي عياض (٤): لا ترجعوا بعدي كفارًا، فقال الطبري معناه: أي بعد فراقي من موقفي هذا، وكان هذا يوم النحر بمنى في حجة الوداع، أو يكون بعدي أي خلافي أي لا تخلفوني في أنفسكم بغير الذي أمرتكم به أو لأنه يكون تحقق - صلى الله عليه وسلم - أن هذا لا يكون في حياته فنهاهم عنه بعد مماته.

تنبيه: وحجة الوداع: سميت بذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودع الناس فيها وعلمهم في خطبته فيها أمر دينهم وأوصاهم بتبليغ الشرع إلى من غاب فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليبلغ الشاهد منكم الغائب" (٥) انتهى، وقال ابن فارس: سألت موسى بن هارون عن هذا، فقال: هؤلاء أهل الردة وقتلهم أبو بكر - رضي الله عنه -، وقيل: لا


(١) شواهد التوضيح (ص ١٩٧).
(٢) المفاتيح (٣/ ٣٣٠).
(٣) شرح السنة (٧/ ٢١٩).
(٤) إكمال المعلم (١/ ٢٢٥).
(٥) شرح النووي على مسلم (٢/ ٥٦).