للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصاد مشددة وسكون الياء لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة وهي التي [اختصصت] لنفسك والمراد منها حادثة الموت التي تخص المرء وصغرت لاستصغارها في جنب سائر الحوادث العظام من البعث والحساب وغيرهما، ويجوز أن يكون صغرت للتعظيم.

وقوله: يعني الموت، هو من قول هشام الدستوائي كذا في الفائق، وذكر في الميسر: لو قيل هي ما يختص به الإنسان من الشواغل المقلقة في نفسه وماله وما يهتم به فله وجه بل أوجه. وقال في النهاية (١) وخويصة أحدكم يريد به حادثة الموت التي تخص كل إنسان وهي تصغير خاصة وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك. وفي تأنيث البيت إشارة إلى أنها مصائب، ودواه ومنه حديث أم سليم وخويصتك أنس، أي الذي يختص بخدمتك وصغرته لصغر سنه يومئذ. اهـ.

قوله: "أو أمر العامة" يريد به -صلى الله عليه وسلم- القيامة الكبرى لأنها تعم الخلق بالموت أي بادروا بالأعمال موتَ أحدكم والقيامة. قاله في النهاية (٢).

وكان قتادة يقول (٣): إذا قال وأمر العامة قال: أي أمر الساعة، رواه مسلم من طريق زياد بن رياح بكسر الراء وبالمثناة وهو زياد بن رياح [العبسي]، وقاله البخاري بالمثناة وبالموحدة وقال الجماهير: بالمثناة لا غير، وهو تابعي ثقة


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٣٧).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٣٠٢).
(٣) صحيح مسلم (١٢٩) (٢٩٤٧).