للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطعمه وملبسه، اهـ.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والعاجز من أتبع نفسه هواها" الحديث، والعاجز ضد الكيس وهو الأحمق والعاجز المقصر في الأمور فهو مع تقصيره في طاعة ربه واتباع شهوات نفسه متمن على الله أن يغفر له وهذا هو الاغترار فإن الله تعالى أمره ونهاه.

قال الحسن يعني البصري (١): إن أقواما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، ويقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل، وتلى قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ} (٢) الآية، وقال سعيد بن جبير: الغرّة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية ويتمنى على الله المغفرة والله أعلم، ذكره القرطبي في "التذكرة" (٣).

٥٠٨٥ - وعن مصعب بن سعد عن أبيه، قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة. رواه أبو داود (٤)


(١) تفسير القرطبي (١٥/ ٣٥٣).
(٢) سورة فصلت: ٢٣.
(٣) تفسير القرطبي (١٤/ ٣٢٣).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٨١٠)، ومن طريقه البيهقي في الزهد الكبير (٧١٥)، والدورقي في مسند سعد (٦٩)، وأبو يعلى (٧٩٢). وأخرجه موقوفا، عن عمر: وكيع، في الزهد (٢٦١)، وابن أبي شيبة في المصنف (٣٥٦١٩)، وأحمد في الزهد (ص ١١٩) عن مالك بن الحارث قال: قال عمر -رضي الله عنه-: التؤدة في كل شيء خير إلا ما كان من أمر الآخرة.