للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيومك إن اغتنمته عاد نفسه ... عليك وماضٍ بالأمس ليس يعود

ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد ... لعل غدا يأتي وأنت فقيد

وتقدم معنى قوله نزع وهو مذكور في الاستغفار. وأما قوله: "ندم أن لا يكون استعتب" أي رجع عن الإساءة وطلب الرضى واستعتب طلب أن يرضى عنه كما تقول استرضيته فأرضاني ومنه الحديث ولا بعد الموت مستعتب أي بعد الموت من استرضاء لأن الأعمال بطلت وانقضى زمانها وما بعد الموت دار جزاء لا دار عمل اهـ. [ومنه] الحديث لا يعاتبون في أنفسهم، يعني لعظم ذنوبهم وإصرارهم عليها، وإنما يعاتب من [ترجى] عنده العتبى أي الرجوع عن الذنب والإساءة، وذلك لا يحصل إلا بالتوبة. فقوله: "فإن كان مسيئا فلعله أن يستعتب" أي يطلب العتبى وذلك لا يحصل إلا بالتوبة والرجوع عن الذنب فقد قال الله تعالى [في حق الكافرين]: {وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} (١)، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لك العتبى حتى ترضى.

٥٠٨٧ - وَعَن أنس -رضي الله عنه- أَن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا اسْتَعْملهُ قيل كَيفَ يَسْتَعْمِلهُ قَالَ يوفقه لعمل صَالح قبل الْمَوْت رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرطهمَا.

٥٠٨٨ - وعن عمرو بن الحمق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أحب الله عبدا عسله. قالوا: ما عسله يا رسول الله؟ قال: يوفق له عملا صالحا بين


(١) سورة فصلت: ٢٤.