للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحسنات، وإن كان عاصيا] (١) فلعله يتوب قبل أن يموت، فأما الدعاء بالموت فلم تظهر فيه مصلحة لما فيه من طلب إزالة نعمة الحياة وما يترتب عليها من الفوائد.

أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المعنى في النهي عن تمني الموت والدعاء به وهو انقطاع الأعمال بالموت ففي الحياة زيادة الأجور بزيادة الأعمال ولو لم يكن إلا استمرار الإيمان فأي عمل أعظم منه فما دام معه الإيمان فالحياة خير له، واستثنى العلماء من تمني الموت لفتنة في الدين فمتى خشي على نفسه أن يفتتن فلا كراهة في تمني الموت والحالة هذه وتمني الموت يقع على وجوه منها: تمنيه لضر دنيوي ينزل بالعبد فينهى حينئذ عن تمني الموت، ووجه كراهيته في هذا الحال أن المتمني للموت لضر نزل به إنما يتمناه تعجيلا للاستراحة من ضره [وهو لا يدري إلى ما يصير بعد الموت فلعله إلى خبر أعظم من ضرّه] فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.

وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (٢): إنما يستريح من غفر له، فلهذا لا ينبغي


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) أخرجه أحمد (٢٤٧١٣)، والحارث بن أبي أسامة، بغية الباحث (٢٥٧)، والبزار كشف الأستار (٧٨٩). وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٢٩٠)، وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن لهيعة، تفرد به المعافى، فيما قاله سليمان.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٣٣٠) رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وقال الهيثمي في (٢/ ٣٣٠) رواه البزار، ورجاله ثقات. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٧١٠).