للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للمروءة من الخصومة، وقال بعض العلماء: أما الخصومة في الحق وطلبه على وجهه والجدال بالتي هي أحسن فغير مذموم، فالمذموم هو الجدال بالباطل في دفع حق أو إثبات باطل كما تقدم، قاله النووي في مسلم (١).

تنبيه: قال أبو العباس القرطبي (٢): هذا الخصم المبغوض عند الله تعالى هو الذي يقصد بخصومته مدافعة الحق ورده بالأوجه الفاسدة والشبه الموهمة، وأشد ذلك الخصومة في أصول الدين كخصومة أكثر المتكلمين المعرضين عن الطريق التي أرشد الله إليها كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وسلف أمته إلى طرق مبتدعة واصطلاحات مخترعة وقوانين جدلية وأمور صناعية، ومدار أكثرها على مباحث سوفسطانية (٣) أو مناقشات لفظية لم تكن في القرون الثلاثة، وإنما حدثت بعد المائتين في زمان المأمون، وكان من درج من المسلمين من هذه الأمة في القرون الثلاثة متمسكين بالكتاب والسنة معرضين عن شبه المحدثين لم ينظروا في الجواهر والعرض، انتهى.

٢٣٦ - وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ كفى بك إِثْمًا أَن لا تزَال مخاصما. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب (٤).


(١) شرح النووي على مسلم (١٦/ ٢١٩) والكلام للقاضى عياض إكمال المعلم (٨/ ١٦٢).
(٢) المفهم (٢٢/ ٤٩).
(٣) في الحاشية أي مموهة وسوفسطا مأخوذ من سوف وهو الحكمة ومن أسطا وهو التلبيس ومعناه الحكمة المموهة ومنه اشتقت السفسطة.
(٤) أخرجه الترمذي (١٩٩٤)، والطبراني في الكبير (١١/ ٥٧ رقم ١١٠٣٢)، والبيهقي في الشعب (١١/ ١٦ - ١٧ رقم ٨٠٧٤ و ٨٠٧٥). قال الترمذي: وهذا الحديث حديث =