للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وعن أبي سعيد الخدري" تقدم الكلام على ترجمته.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ومن يتصبر" الحديث، أي يستعمل الصبر. وقوله: "يصبره الله" أي يقويه ويمكّنه من نفسه حتى تنقاد له [ويذعن] لتحمّل الشدائد وعند ذلك يكون الله معه فيظفره بمطلوبه ويوصله إلى مرغوبه. قاله القرطبي في شرح مسلم (١)، والمراد منه تعاطي أسباب الصبر وما وعد الله عليه من الأجر والصبر ترك الشكوى من ألم البلوى (٢)، وقيل: هو تجرّع المرارة من غير [تعبيس] (٣)، وقيل: هو الثبات على أحكام الكتاب والسنة (٤)، قاله شارح الأربعين [الودعانية] (٥).

قال الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه-: ذكر الله تعالى الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا وهو واجب بإجماع الأمة وهو نصف الإيمان فإن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر وهو في القرآن على ستة عشر نوعًا (٦).

والصبر في اللغة هو الحبس ومنه {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي} (٧)، أي احبسها معهم فالصبر حبس النفس عن الجزع


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٩/ ٦٦).
(٢) التعريفات (ص ١٣٤).
(٣) قاله الجنيد كما في الرسالة (١/ ٣٢٢).
(٤) قاله الخواص كما في الرسالة (١/ ٣٢٣).
(٥) شرح الأربعين الودعانية (لوحة ٢٠).
(٦) مدارج السالكين (٢/ ١٥١).
(٧) سورة الكهف، الآية: ٢٨.