للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر" الحديث، هكذا هو في جميع النسخ [خبر] مرفوع وهو صحيح وتقديره هو خيرٌ كما وقع في رواية البخاري (١)، وإذا حصل الوسع فأيّ ضيق وأي ضَيْم يُوجد معه (٢)، ففي هذا الحديث الحث على التعفف والقناعة والصبر على ضيق العيش وغيره من مكاره الدنيا (٣).

وسئل الفضيل عن الصبر فقال: هو الرضى بقضاء الله. قيل: وكيف [ذلك]؟ قال: الراضي لا يتمنى فوق منزلته (٤). وقيل: الصبر الجميل أن لا يُعرَف صاحب المصيبة من غيره ولا يخرجه عن حد الصابرين توجّع القلب ولا فيضان العين بالدمع على الميت فإن ذلك مُقتضى البشرية ولذلك لما مات إبراهيم ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[فاضت عيناه]، فقيل له: أما نهيتنا عن هذا؟ فقال: إن هذه رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء (٥)، بل ذلك أيضا لا يخرج عن مقام الرضى (٦).

تنبيه: الرضا على قسمين: رضا عام وهو أن لا يجد غير الله ربا ولا غير


(١) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٤٥).
(٢) حدائق الأولياء (١/ ٧٣).
(٣) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٤٥).
(٤) إحياء علوم الدين (٤/ ٧٢ - ٧٣).
(٥) أخرجه البخاري (١٢٨٤) و (٥٦٥٥) و (٦٦٥٥) و (٧٣٧٧) و (٧٤٤٨)، ومسلم (١١ - ٩٢٣) عن أسامة.
(٦) إحياء علوم الدين (٤/ ٧٣).